كتاب:
أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة
http://4.bp.blogspot.com/-IA6pdeCFm50/TagG1QEKILI/AAAAAAAAABo/oE_-baDffe0/s320/%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2582%25D8%25A7%25D8%25AA +%25D9%2585%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A6%25D8%25A 9+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25 B3%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AA.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-IA6pdeCFm50/TagG1QEKILI/AAAAAAAAABo/oE_-baDffe0/s1600/%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2582%25D8%25A7%25D8%25AA +%25D9%2585%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A6%25D8%25A 9+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25 B3%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AA.jpg)
كتاب سهل وبسيط، ميسر ومختصر
جميع الأحاديث فيه صحيحة
يحتوي على 88 صفحة فقط
بروابط مباشرة ومفهرسة ليسهل الوصول للموضوع الذي تحب قراءته
كما يمكن تحميله كاملا في ملف وورد مع وجود المراجع والفهرس
**
http://www.gulfup.com/X31vpbbse8ncww8c**
إهداء (http://sanaalfagr.blogspot.com/2011/04/blog-post_6862.html)
(( إهداء ))
أهدي هذا الكتاب..
إلى كل مؤمن ومؤمنة..
إلى أصحاب الهمم العالية..
اللذين يحرصون على اغتنام أوقاتهم بالأعمال الصالحة والمفيدة..
اللذين يريدون أن يؤجروا في كل سكنة وحركة وفي كل دقيقة وثانية..
اللذين يثقل عليهم أن تمر لحظة من حياتهم في غير طاعة الله عز وجل..
وإلى المشتغلين بالمعايش والأعمال، ويودون اكتساب الحسنات..
وإلى أصحاب الهمم الدنية، اللذين يتثاقلون الأعمال الصالحة رغم أنهم محبون لها ولجمع الحسنات لكنهم يريدون جمعها وهم على الأسرة..
أهدي هذا الكتاب إلى كل هؤلاء، لعله أن يطمئن قلوبهم ويفيض عليها بالسكينة والرحمة والأجر والثواب ويحرك قلوب آخرين ويدفعها إلى القمة...
**
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:10 PM
المقدمة
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا من أهله، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده سبحانه وأشكره وأساله المزيد من فضله وكرمه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والعبد المجتبى أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وهاديا إلى صراط مستقيم، فصلوات الله وبركاته عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغُرِّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد..
قال e: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) البخاري:1/7،15. فهذا الحديث من جوامع كلماته الشريفة، ومن أعظم أصول الشريعة المنيفة فيدخل في هذا جميع العبادات والعادات ويتناول المعاملات والمعاوضات فلا يصح لأحد صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج إلا بالنية ولا تكمل عباداته كلها وينمو ثوابها إلا بكمال الإخلاص وصحة الطوية والنية بها تميز فروض العبادات من نفلها وبإخلاصها يعظم أجرها وفوز العامل بفضلها فيجب على كل مسلم أن يوطن ننفسه على الاحتساب في كل شيء وإرادة وجه الله تعالى.
وها أنا أفتح لك في هذا الكتاب باب عظيما من أبواب الطاعات لتسعى لكسب كنوز من الحسنات في دقائق معدودات ودللتك على المفتاح الأعظم لهذا الباب ألا وهو: مفتاح الإخلاص فبادر بتجديد النيات لتغير جميع العادات إلى عبادات لتبلغ إلى أسمى الغايات إلى جنة رب الأرض والسماوات وتطبق قول الله تعالى في محكم الآيات { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } (الأنعام، الآية162.)
وقد حاولت بعد الاعتماد على الله عز وجل أن لا أضع في هذا الكتاب غير الأحاديث الصحيحة ومن ثم حاولت الاختصار قدر الممكن وبسطه بصورة سهلة وبسيطة ليسهل على القارئ قراءته بدون ملل أو تعب وقد جزئت هذا الكتاب إلى أربعة أقسام.
القسم الأول: النية في الحياة اليومية.
القسم الثاني: النية في المعاملات.
القسم الثالث: النية في العبادات.
القسم الرابع: تذكرة عامة .
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه، معينا قراءه على كسب الحسنات وتجديد النيات، فما من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو نسيان فمني والشيطان..
سمية السيد عثمان
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:12 PM
كيف يحكم المسلم في حياته قول الله تعالى
(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))
إن الدين كله داخل في العبادة والدين منهج الله تعالى جاء ليسع الحياة كلها وينظم أمورها من آداب الأكل والشرب وقضاء الحاجة إلى بناء الدولة وسياسة الحكم وسياسة المال وشؤون المعاملات والعقوبات وأصول العلاقات الدولية في السلم والحرب وأن الشعائر التعبدية من صلاة وصوم وزكاة وحج لها أهميتها ومكانتها ولكنها ليست العبادة كلها بل هي جزء من العبادة التي يريدها الله سبحانه، وتطبيق هذا الفهم للعبادة في دنيا الناس من شروط التمكين في الأرض كما أن العبادة لها أهمية في حياة الإنسان في تثبيت الاعتقاد وتثبيت القيم الأخلاقية وإصلاح الجانب الاجتماعي.
فلن يستطيع المسلم أن يعبد الله سبحانه طوال اليوم فكما أن لآخرته حقوق فكذلك لدنياه حقوق فكيف يستطيع الأكل والشرب إن لم يعمل، وكيف ينعم بالنوم والراحة وهو يعلم أنه محاسب على كل ثانية في حياته.
لقد عُرف الله تعالى بأنه واسع المغفرة والرحمة رؤوف بعباده متودد لهم بإحسانه تفضل عليهم بجوده وكرمه فأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنه ويسر وسهل لهم طرق التلذذ والتنعم بالطيبات في الحياة والدنيا وسهل لهم الطريق لعبادته فضاعف لهم الأجر وحط عنهم الوزر وجعل لهم أعمالا قليلة أجورها كبيرة ولم يحّمل أحدا أكثر من طاقته قال تعالى: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) سورة البقرة:286 وقال سبحانه (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما. يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا )) سورة النساء:26-28. قال صلى الله عليه وسلم (( عليكم من الأعمال بما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا )) صحيح الجامع 2/4085. وقال صلى الله عليه وسلم(( عليكم برخصة الله التي رخص لكم )) صحيح الجامع2/ 4077.
فحقيقة الإسلام اليسر والسهولة لا التشدد والتنطع فالله سبحانه لم يشرع الشرائع للتشديد والعقوبة بل شرعها للرحمة والهداية وإنقاذ البشرية من ظلمات الجهل والضلال وجور الأديان إلى نور الإيمان وعدالة الإسلام، والسعادة الأبدية لهم في الدنيا والآخرة، كما قال الصحابي ربعي بن عامر: ( نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ).
فمن أجل كل ذلك شرع لنا الله عز وجل عملا يسيرا لا يتم أي عمل إلا به وهو: النية
قال صلى الله عليه وسلم(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) البخاري:1/7-15
فبمنطلق هذا الحديث يفسح الطريق للجميع لتتمتع بأي متعة شاء من طرق الحلال فإن المباح بالنية الصالحة يرتفع إلى قربة وطاعة فبذلك تستطيع أن تطبق قول الله تعالى بأن تجعل حياتك كلها لله بالنية الصالحة.
وهذا هو مقتضى الإيمان أن يسلم العبد حياته كلها لله ليقودها إلى الإيمان والأمان مصداقا لقول الله تعالى { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } الأنعام 162-163.
**
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:17 PM
وقفة مع القلب
القلب هو أهم عضو في جسم الإنسان وهو المحرك الأساسي لجميع أعضاء الجسم والحاكم عليها والمسئول عنها وهو محل نظر الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )) رواه مسلم:2564، وهو العضو الوحيد الذي في صلاحه صلاح للجسد كله، وفي فساده فساد للجسد كله، قال صلى الله عليه وسلم(( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) البخاري:1/116، ومسلم:1599
والقلب سر كامن في الجسد لا يعلم حقيقة سره إلا الله تعالى فبه يفرق بين الكافر والمؤمن، والصادق والكاذب، والمرائي والمنافق.
وللقلب غذاء لا يستطيع أن يحيى بغيره وهو غذاء الإيمان ولغذائه ذلك طعم لا يستطيع أن يعيش حياة طيبة بدونه قال صلى الله عليه وسلم (( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا )) رواه مسلم:151، كما أن لغذائه حلاوة قال صلى الله عليه وسلم(( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرئ لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) البخاري:1/58،56-مسلم:43
والقلب السليم هو سبب النجاة الأول يوم القيامة قال تعالى { يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } الشعراء 88. وهو سبب من أسباب دخول الجنة، قال تعالى { وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود. لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } ق 31. وهو الذي يعي الموعظة ويتقبلها قال تعالى: { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } ق 37.
القلوب أربعة أنواع:
1- قلب نقي تقي فيه سراج منير، فذلك قلب المؤمن قال تعالى { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } الأنعام 122.
2- قلب أغلف مظلم وذلك قلب الكافر، قال تعالى { وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } البقرة 88.
3- قلب مرتكس منكوس وذلك قلب المنافق عرف الحق ثم أنكره وأبصر ثم عمي قال تعالى { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا } النساء 88.
4- قلب تمده مادتان مادة الإيمان ومادة النفاق فهو على ما غلب عليه منهما قال تعالى في أقوام { هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان } آل عمران 167..
فيجب على كل مسلم أن يعرف حقيقة قلبه فإن معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين ومن أظهر المعالم في طريق الصالحين وإن معرفته تستوجب اليقظة لخلجات القلب وخفقاته وحركاته ولفتاته، والحذر من كل هاجس، والاحتياط من المزالق والهواجس والتعلق الدائم بالله فهو مقلب القلوب والأبصار.
فلابد أن نحرص على تمكين العقيدة الإسلامية في قلوبنا ونجعلها ضابطا لسلوكنا وتصرفاتنا وحركاتنا وسكناتنا، لا أمرا ثانويا في قاموس حياتنا فإنها هي القضية العظمى التي من أجلها نحيا ومن أجلها نموت وإليها ندعو وعنها ندافع وإننا في زمن كثرت فيه الفتن ولا خلاص لنا منها إلا بتنمية محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلوبنا وتقواه وخشيته في السر والعلن وتطهير القلب من المعاصي والذنوب والآثام وتغذيته بالتقوى والإيمان والنظر في سير أسلافنا من الصحابة وكيف أنهم كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله تعالى وكيف كانت محبتهم لله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم (( تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السموات والأرض والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه )) صحيح الجامع 1/ 2960.
فالإنسان الذي يهمل غذاء قلبه ويتبع هواه قد شابه قلب الحيوان لأن قيمة الإنسان الحقيقية في حياة قلبه وما أن يموت قلبه فليست له أية قيمة لأنه لا يستطيع أن يفهم أو يعقل أو يفكر قال تعالى { لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولائك كالأنعام بل هم أضل } الأعراف 179. كذلك قال الله تعالى فيمن مات قلبه وعمي عن الحق { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } الحج 46.
وهنا تأتي معجزة عظيمة اكتشفها العلماء في هذا العصر تبين لنا عظم أهمية القلب وأنه ليس كأمثاله من الأعضاء قال تعالى { فتكون لهم قلوب يعقلون بها } إكتشف العلماء أن القلب هو الذي يفهم ويعقل ثم يرسل إشارة للعقل، فمن الذي أخبر محمد e بهذه المعجزة العظيمة.
ولقد أجرى أحد الأطباء المسلمين حوار مع عالم مريض كافر وكان مرضه نفسيا، فسأله الطبيب المسلم إذا أردت أن تمتع بصرك فماذا تفعل؟ قال: أنظر إلى الحدائق والأزهار أو إلى فيلم أو مسلسل رائع. قال له وإذا أردت أن تمتع سمعك فماذا تفعل؟ قال: أستمع إلى موسيقى هادئة أو أغنية جميلة. قال له: وإذا أردت أن تمتع أنفك ماذا تفعل؟ قال: أستنشق رحيق الأزهار أو العطور الزكية. قال له: وإذا أردت أن تمتع بطنك فماذا تفعل؟ قال: آكل ما أشتهي من ألوان الطعام والشراب. قال له: إن أردت أن تمتع جسدك فماذا تفعل؟ قال: أرتدي ما أحب من أنواع الملابس المختلفة والأحذية الأنيقة. قال له : وإذا أردت أن تمتع قلبك فماذا تفعل؟ ففوجئ العالم الكافر بهذا السؤال ولم يستطع أن يجيب لأن قلبه ميت، فعرف سبب مرضه لأن الله تعالى يقول: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } طه 124. وهنا نجيب نحن بمقال الشاعر:
يا خادم الإنسان كم تسعى لخدمته أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
إن في القلوب فاقة وحاجة لا يسدها إلا الإقبال على الله تعالى والإنابة إليه ولا يلم شعثها إلا بحفظ الجوارح واجتناب المحرمات واتقاء الشبهات.
فسبحان من حياة القلوب في محبته وأنس النفوس في معرفته وراحة الأبدان في طاعته ولذة الأرواح في خدمته، وكمال الألسن بالثناء عليه وذكره وعزها بالتعبد له وشكره.
ولكي يحافظ المسلم على سلامة قلبه وصلاحه لابد له من صيانة خاصة مستمرة حتى لا يموت القلب فأكثر الخلق يخافون من موت أبدانهم ولا يبالون بموت قلوبهم، وأما المسلم الحقيقي فيخاف من موت قلبه لا من موت بدنه ولصيانة القلب طرق كثيرة وأهمها:
1- إخلاص النية في العمل لله وحده
2- المتابعة وهي أن تبعد الله تعالى على بصيرة بما جاء به في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه e وأن تبتعد عن كل البدع
3- إعتزال أماكن الفتن والشهوات، فهي تدمر القلب تدميرا
4- الدعاء بالتثبيت فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر دعائه (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) صحيح الجامع 2/ 4801.، وقالصلى الله عليه وسلم (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم – أي يبلى – كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم )) صحيح الجامع:1/1590
5- العلم فإن تعلم العلم والعمل به والدعوة إليه نور يضيء القلب ويطفئ ظلمة الجهل .
6- التوبة الاستغفار
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
8- تعظيم شعائر الله تعالى، قال تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } الحج 32.
وفي هذا الكتاب نذكر بالنية فهي من أهم الأعمال القلبية التي لا يقبل الله تعالى أي عمل بدونها، قال تعالى { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } الذاريات 55.
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:22 PM
أهمية النية والإخلاص
قال صلى الله عليه وسلم (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) البخاري:1/15،7.
دل الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال فحيث صلحت النية صلح العمل وحيث فسدت النية فسد العمل.
معنى النية لغة: القصد، يقال نواك الله بخير أي قصدك..
معنى النية شرعا: قصد الشيء مقترنا بفعله، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة، أو لتمييز رُتَب العبادة بعضها عن بعض.
1- مثال على تمييز العادة عن العبادة: الجلوس في المسجد قد يُقصد به الاستراحة في العادة، وقد يُقصد به العبادة بنية الاعتكاف، فالمميز بين العادة والعبادة هو النية، وكذلك الغُسل قد يقصد به تنظيف البدن في العادة وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية ، وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن الرجل يقاتل رياءً ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة أي ذلك في سبيل الله تعالى؛ فقال: (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى )) البخاري:1/197-مسلم:1904.
2- مثال على تمييز رُتَب العبادة: فمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر، وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية، وكذلك الصيام قد يقصد به الفريضة، وقد يقصد به نافلة كصيام الأيام البيض ونحوها فالمميز هو النية.
والنية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة، وتكون النية قبل العمل ويجب فيها حضور القلب وصدق العزيمة والإخلاص لله تعالى لا خاطرا فقط فلو علم المسلم فضل النية وعظمتها لتأسف حسرة وندامة على ما فاته من عظيم الأجور.
معنى الإخلاص:
هو إفراد الله تعالى بالقصد في الطاعات قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } البينة 5.
واعلم أن ألإخلاص قد يعرض له آفة العجب والرياء.
والرياء نوعان: أحدهما أن يريد الناس ورب الناس وهو بذلك يطلب الدنيا والآخرة فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )) رواه مسلم:2985.
الثاني: لا يريد بطاعته إلا الناس وكلاهم محبط للعمل.
أخي الحبيب: لا وصول للسعادة إلا بالعلم والعبادة فالعمل بغير نية عناء والنية بغير إخلاص رياء وهو للنفاق كفء ومع العصيان سواء والإخلاص من غير صدق وتحقيق هباء وكم من عمل يتعب الإنسان فيه وهو يظن أنه خالص لوجه الله تعالى ويكون من المغرورين.
والنية الصالحة لا تغير المعاصي عن مواضعها فلا ينبغي للجاهل أن يفهم ذلك من عموم قوله صلى الله عليه وسلم (( إنما الأعمال بالنيات )) فيظن أن المعصية تصير طاعة بالنية ولكن من الممكن أن تنقلب الطاعة إلى معصية بالقصد، ودخول النية في المعصية إذا أضاف مقاصد خبيثة تضاعف وزرها وتعظم وبالها، والطاعة مرتبطة بالنيات في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها فأما الأصل فهو أن ينوي بها عبادة لله وحده فإذا نوى رياء صارت معصية، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة فالتطيب مثلا إن قصد به التلذذ والتنعم فهو مباح وإن نوى به إتباع السنة فهو قُربة وإن نوى به التودد إلى قلوب النساء الأجنبيات والتفاخر فهذا يجعل الطيب معصية، فإن المباح بالنية الصالحة يرتفع إلى قربة وبالنية الفاسدة يصبح معصية.
*
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:24 PM
التحذير من النية السيئة
يجب على كل مسلم أن يحذر من نوايا السوء فخطرها عظيم فهي توقع الهلاك بالعبد وتجعله يقع في أخطر الذنوب ألا وهو الشرك الأصغر (( الرياء )) وإليك بعضا من أخطارها:
1- النية السيئة والرياء سبب من أسباب دخول النار قال صلى الله عليه وسلم (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكن قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار )) رواه مسلم:1905
2- النية السيئة سبب لكسب الذنوب قال صلى الله عليه وسلم (( الدنيا لأربعة نفر... وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء )) صحيح الجامع1/ 3024 .
3- النية السيئة تهلك العبد قبل وقوع العمل قال صلى الله عليه وسلم (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فسئل: هذا القاتل فما بال المقتول قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه )) البخاري:1/81،مسلم:2888
4- النية السيئة تحبط العمل وإن كان صالحا، قال صلى الله عليه وسلم (( بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب )) صحيح الجامع1/ 2824.
وهذا العمل مثل ما يفعله الناس اليوم كمن يكثر من الصلاة والصيام والصدقة لينال رتبة عالية أو نجاح أو شهادة أو غيرها..
**
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:25 PM
نية عامة
إن المتأمل في فضل النية يجد فيها منهج حياة متكامل يكفل لمن تمسك به السعادة في الدنيا والآخرة.
وللنية طرق كثيرة جدا فأول هذه الطرق وأهمها نيتان هما:
1- أن تنوي أن تعبد الله وحده ما دمت حيا .
2- أن تنوي أن تطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم )) البخاري:7288، ومسلم:1337
فهاتان نيتان أساسيتان يجب على كل مسلم أن ينويهما ثم تليها نية أخرى وهي أن تنوي أن تتقرب إلى الله عز وجل بفعل النوافل والمستحبات وأن تبتعد عن كل ما يكره وعن جميع الشبهات بقدر استطاعتك .
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:29 PM
القسم الأول:
النية في الحياة اليومية
كان الصحابة رضوان الله عليهم فرسانا بالنهار ورهبانا بالليل لا يمنعهم علمهم وإيمانهم الحق وخشوعهم لله تعالى من القيام بشؤونهم الدنيوية من بيع وشراء وحرث ونكاح وقيام على الأهل والأولاد وغيرها فيما يحتاجون ولكن كانت النية هي أساس حياتهم فغيروا جميع العادات إلى عبادات
قال صلى الله عليه وسلم (( إن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا )) صحيح الجامع2/ *7946
النية في النوم
النوم نعمة عظيمة امتن الله بها سبحانه على عباده لراحتهم وقطعا لأعمالهم وهي آية ومعجزة من معجزاته سبحانه وتعالى قال عز وجل: { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } الروم23.
ولا يقدر هذه النعمة إلا من حرمها بسبب مرض أو بعد سهر طويل أو يوم مليء بالمشقة والعناء، ولكي نحافظ على هذه النعمة لابد أن نحرص على ترتيب مواعيد النوم فيرتب على حسب مواقيت الصلاة خاصة صلاة الفجر أو قيام الليل ولا نضيع أوقاتنا في النوم لفترات طويلة تزيد على حاجاتنا وكذلك نحافظ عليها بالشكر فهو مفتاح الزيادة .
وهذه سبع نوايا يستحب أن تنويها في النوم فهي بإذن الله تعالى تجعل هذه العادة عبادة، وهذا من شكرها والشكر لا يكون باللسان فقط بل بالقلب والجوارح:
1- طاعة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم: (( إحرص على ما ينفعك )) صحيح الجامع2/ 6650.
فهنا يقاس كل شيئ نافع وللنوم منافع كثيرة فهو يصحح البدن وينشط العقل..
2- لعدم الوقوع في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا ضرر ولا ضرار )) صحيح الجامع2/ 7517. فإن قلة النوم أو السهر لأوقات طويلة له تأثير بليغ في صحة الإنسان فتجعله شارد العقل ضعيف الجسم مصفر اللون.
3- للراحة، وقطعا للعمل؛ فهذه هي الفطرة التي خلق الله النوم من أجلها قال تعالى: { وجعلنا نومكم سباتا } النبأ: 9. أي قطعا لأعمالكم .
4- تجديدا للنشاط بعد الفتور، لعمل آخر وهذا أدعى لتحسين العمل فالله سبحانه يحب العمل الحسن لا الكثير قال تعالى { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } الملك: 2. أي يختبركم. فما أجمل أن يجمع العبد بين الحسن والكثرة.
5- لترتيب الوقت لصلاة أو عمل أو غيره.
6- للاقتداء بالنبي e في آداب النوم وفيه كسب لحسنات كثيرة، ومن آداب النوم:
1- قال صلى الله عليه وسلم: (( إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ { قل يا أيها الكافرون } ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك )) صحيح الجامع1/ 292.
2- قال صلى الله عليه وسلم: (( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلَّفه بعده على فراشه فإذا أراد أن يضجع فليضجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين )) البخاري:6320، ومسلم :6892
3- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه يقول: (( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي )) رواه مسلم:2719
4- كان صلى الله عليه وسلم: ((إذا نام وضع يده اليمنى تحت خده وقال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك )) صحيح الجامع2/ 4790.
5- يجب ذكر الله تعالى، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من اضجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة )) صحيح الجامع2/ 6043. والترة: الحسرة.
6- النية بقيام الليل قال صلى الله عليه وسلم: (( من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه )) صحيح الجامع2/ 5941.
*
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:34 PM
النية في الأكل والشرب
لقد خلق الله تعالى الإنسان وكرمه وفضله على جميع المخلوقات وسخر جميع ما في الكون لخدمته قال تعالى { وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }الجاثية13.
ولقد اهتم الإسلام بغذاء المسلم اهتماما لم يسبقه إليه أي دين أو تشريع من قبل فلا يخلوا كتاب من كتب الفقه أو التشريع من باب في علم التغذية يسمى باب الأطعمة أو الأشربة وكذلك من باب في علم التداوي وبين الإسلام فيما بين الأطعمة المباحة والأطعمة المحرمة .
إن الطعام الصحي والأغذية المتوازنة هما مفتاح التمتع بصحة جيدة وقوية وإن حياتنا تقوم على التغذية السليمة فالتغذية توفر للجسم كل العناصر الضرورية للحياة، والنقص فيها مصدر للأمراض والاضطرابات من كل نوع وهناك نمطان أساسيان لسوء التغذية يتعلق أحدهما بحصول الجسم على مغذيات تقل عن حاجته وبينما يتعلق الآخر بحصوله على فائض منها وفي كلتا الحالتين نجد اختلالا بين العرض والطلب بالنسبة لما يحتاجه الجسم من المواد الخام لحفظ حياته، والتغذية السيئة تسبب تعبا للجسم وأمراضا عديدة لذلك جعل الله سبحانه لنا قوانين إلهية تقينا من شر هذه الأمراض وهي :
1-عدم ملأ البطن قالصلى الله عليه وسلم: (( ما ملا آدمي وعاء شرا من بطنه )) صحيح الجامع2/ 5674.
2- تنويع أصناف الطعام فإن الجسم يحتاج إلى عناصر غذائية متنوعة لينعم بالصحة والنشاط والله سبحانه سخر لنا كل ما يحتاجه الجسم من أصناف الطعام فسخر لنا الأنعام وألبانها والجنات وثمارها قال تعالى { فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم )) عبس 24-32.
3- عدم الإسراف والتبذير في الأكل والشرب قال تعالى: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } الأعراف31.
فبعد أن عرفنا تلك القوانين الثلاثة لابد أن نعرف مصدر الطعام الذي يدخل معدتنا فيجب أن يكون حلالا قال صلى الله عليه وسلم: (( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به )) صحيح الجامع2/ 4519. والسحت: الحرام.
وبعد أن علمنا من أين نأكل وكم مقدر الطعام الذي يدخل معدتنا يستحب لنا أن ننوي قبل الأكل والشرب وإليك بعض النوايا لتجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات وأنت تتمتع بالأكل والشرب:
1- طاعة لأمر الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم: (( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) وقال ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) )) صحيح الجامع1/ 2744.
2- إقتداء بالرسولصلى الله عليه وسلم، فقد كان يأكل من أصناف الطعام ما يحب (( كان يحب الحلوى والعسل)) صحيح الجامع2/ 4919. و (( كان يعجبه الحلو البارد )) صحيح الجامع2/ 4980. و (( كان يحب الزبد والتمر )) صحيح الجامع2/ 4921. و (( كان يعجبه الذراع )) صحيح الجامع2/ 4981. أي: ذراع الشاة. و (( كان أحب الشراب إليه الحلو البارد)) صحيح الجامع2/ 4627، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بلحم الظهر فإنه من أطيبه )) صحيح الجامع2/ 4080.
3- للتقوي والنشاط على العبادة والعمل فإن العقل السليم في الجسم السليم وإذا تغذى الإنسان وحرص على النافع، وابتعد عن الضار فإن جسمه يصبح قويا سليما قال صلى الله عليه وسلم: (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير )) صحيح الجامع2/ 6650 .
4- لعدم الوقوع في حديث صلى الله عليه وسلم: (( لا ضرر ولا ضرار )) صحيح الجامع2/ 7517. فإن المسلم إذا لم يأكل فإنه يضر نفسه وهذا حرام في الإسلام.
5- للراحة فإن الجائع يصعب عليه صنع أي عمل حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجوع قال صلى الله عليه وسلم: (( اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع )) صحيح الجامع1/ 1283.
6- لنيل مغفرة الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: (( من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه ))) صحيح الجامع2/ 6086.
7- للفوز برضا الله تعالى بالشكر بعد الأكل قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الله تعالى ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها )) رواه مسلم:2734.
8- للفوز بأجر الشكر على الطعام قال صلى الله عليه وسلم: (( الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر )) صحيح الجامع2/ 3943.
9- لكسب أجر الصدقة قال صلى الله عليه وسلم: (( ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة )) صحيح الجامع2/ 5535 .
10 – لجمع الحسنات قال صلى الله عليه وسلم: (( إن المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه )) صحيح الجامع2/ 3986.
11- التأدب بآداب الطعام لما فيها من اقتداء للنبي صلى الله عليه وسلم والفوز بالحسنات وإليك بعض الآداب..
*الجلوس جلسة معتدلة وعدم الاتكاء؛ قالصلى الله عليه وسلم: (( لا آكل متكئا )) رواه البخاري:9/472،
* قال صلى الله عليه وسلم(( سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )) البخاري:9/458،مسلم:2022
*قال صلى الله عليه وسلم: (( لا تأكل بالشمال فإن الشيطان يأكل ويشرب بالشماله )) رواه مسلم:2019
* (( كان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع)) رواه مسلم:1032
* قال صلى الله عليه وسلم: (( أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي )) صحيح الجامع1/ 171 .
* (( كان صلى الله عليه وسلم إذا شرب تنفس ثلاثا وقال: هو أروى وأبرأ وأمرأ )) رواه مسلم:5287
* قال صلى الله عليه وسلم: (( إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذى ثم يأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة )) رواه مسلم:2033
* قال صلى الله عليه وسلم: (( إذا أكل أحدكم طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن )) صحيح الجامع1/ 381.
* قال صلى الله عليه وسلم: (( إذا شربتم اللبن فتمضمضوا منه فإن له دسما)) صحيح الجامع1/ 628.
فهذه إحدى عشرة نية قطفناها من بستان السنة لنحصل على الثواب العظيم في الآخرة والفائدة الكبرى في الدنيا وهي تمتعك بصحة جيدة. فيستحب لكل مسلم أن ينويها.
وصايا نبوية قيمة:
1- قال صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء )) صحيح الجامع2/ 4083.
2- قال صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بألبان البقر فإنها دواء وأسمانها فإنها شفاء وإياكم ولحومها فإن لحومها داء )) صحيح الجامع2/ 4060.
3- قال صلى الله عليه وسلم: (( العجوى من الجنة وفيها شفاء من السم والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين )) صحيح الجامع2/ 4127.
فلنحاول جميعا أن نتبع هذه الوصايا والآداب العظيمة لنرى أثرها العظيم في تنظيم طعامنا ورعاية صحتنا ونقطف ثمار اتباعنا لها في الدنيا والآخرة.
**
ريحانة المنتدى
31-07-2011, 01:48 PM
نكمل لاحقا بقية الكتاب
تقبل الله منا ومنكم
ريحانة المنتدى
02-08-2011, 02:55 PM
النية في العمل
خلق الله سبحانه الخلق ويسر لهم كل أسباب الرزق وجعل لهم مخرجا من كل ضيق وسهل لهم كل طريق ليسعوا لكسب الأرزاق من كل فج عميق وليشكروه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى فهو الميسر لهم كل أسباب التوفيق قال تعالى { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } الملك23.
فلقد فتح الله تعالى لعباده بركات من السماء والأرض فذلل لهم الأرض وبسطها وأخرج منها ماءها ومرعاها وأنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها وملأ جوفها بكنوز من الذهب والفضة وأنواع كثيرة من معادنها وسخر لهم البحار وجواهرها وأصدافها وخلق لهم الأنعام لينتفعوا بألبانها ولحومها وأصوافها وأشعارها وبِرُكُوبها.
فمن هنا كان لابد من أيدي عاملة لعمارة الأرض ولتزرع الأرض وتحرثها لتخرج منها ثمارها ولتصنع من جلود الأنعام اللباس الذي يقي من البرد ويقينا بأسنا، وأن تبحث عن معادن الأرض وكنوزها وتستخرج منها حلية نلبسها وأدوات لخِدمتنا وصناعات تنفعنا في حياتنا.
فلا يستطيع أي مجتمع أن يعيش بغير عمل إذ أنه المصدر الأول لحياتنا وخدمتنا فمن هنا حث الإسلام على العمل وكسب الرجل من عمل يده وعلى نفع الناس كما قال تعالى (( فامشوا في مناكبها )) أي: سافروا حيث شئتم من أقطار الأرض وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات.
والعمل في منظور الإسلام عبادة ولكن لا ينبغي للجاهل أن يفهم هذه العبادة بمفهوم خاطئ فهي عبادة إذا لم يضيع حقوق الله عز وجل وفرائضه قال تعالى في مدح المؤمنين { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } النور37.
فللعمل وقت لا يتعارض مع مواقيت الصلاة، فلا تؤخر الصلاة من أجل العمل بحجة أنه عبادة قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } الجمعة: 9.
وهذه عدة نوايا يستحب أن تنويها قبل العمل:
1- تنفيذ أمر الله تعالى فقد قال (( فامشوا في مناكبها )) وقال تعالى (( فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله )).
2- لحث الرسول صلى الله عليه وسلم عليه فقد قال (( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه )) البخاري:3/265،مسلم:1042
3- لنيل أجر الصدقة قال صلى الله عليه وسلم (( إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها - أي يقصدبها وجه الله والتقرب إليه – فهي له صدقة )) البخاري:9/437،مسلم:1002 . قال صلى الله عليه وسلم (( ما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة )) صحيح الجامع2/ 5660.
4- لنفع الناس وأولاد، قال صلى الله عليه وسلم(( أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله )) صحيح الجامع1/ 172. وقال أيضا (( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا )) صحيح الجامع:1/176
5- للحصول على فضل العمل قال صلى الله عليه وسلم (( ما أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده )) صحيح الجامع2/ 5546. وقال صلى الله عليه وسلم (( أطيب الكسب عمل الرجل بيده )) صحيح الجامع1/ 1033. وقال صلى الله عليه وسلم(( اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله )) صحيح الجامع2/ 8196. واليد العليا هي: المعطية واليد السفلى هي: السائلة.
6- للإقتداء بالأنبياء والصالحين قال صلى الله عليه وسلم(( كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده)) البخاري:4/259، وقال صلى الله عليه وسلم (( كان زكريا عليه السلام نجارا )) رواه مسلم:2379، وقال e (( كنت أرعى أغناما لأهل مكة بقراريط )) رواه البخاري:2262، وكان أبو بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة رضوان الله عليهم بزازين، أي: بائعوا ثياب، وكان سعد بن أبي وقاص يبري النبل وكان عثمان بن طلحة خياطا، رضي الله عنهم أجمعين.
7- لتحصيل الرزق، قال صلى الله عليه وسلم (( إن كان خَرج – أي العامل – يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان )) صحيح الجامع1/ 1428.
8- لإنفاق أفضل الدنانير، قال صلى الله عليه وسلم (( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله )) رواه مسلم:994
9- للإنفاق في سبيل الله. ( راجع نيات الصدقة ).
10- لكسب الخبرات والنشاط والقوة، قال صلى الله عليه وسلم (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان )) صحيح الجامع2/ 6650.
11- للغنى قال صلى الله عليه وسلم (( لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطيب النفس من النعيم )) صحيح الجامع2/ 7182.
إن كسب المال وجمعه إن قصد به إعفاف نفسه وعائلته والتوسعة على الإخوان وأبناء الفقراء وصلة الأرحام وفعل المصالح، نية أفضل من الكثير من الطاعات.
12- للدعوة إلى الله فإن مجال الدعوة مفتوح ومهيأ لأصحاب الأعمال إما بالكلمة الطيبة أو الابتسامة أو الشريط الإسلامي والكتيبات المناسبة أو بحسن الخلق والمعاملة الطيبة مع الآخرين.
نصائح مهمة لأصحاب الأعمال:
1- إعلم أن سعيك لكسب الرزق سبب من أسباب حصولك عليه بعون الله تعالى لك فلا تنسى التوكل عليه فهو سبحانه السبب الأول لتحصيل الرزق.
2- يجب أن يكون العمل حلالا والمال المأخوذ منه حلالا، قال صلى الله عليه وسلم (( لا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته )) صحيح الجامع1/ 2085. وقال e (( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به )) صحيح الجامع2/ 4519. والسحت: الحرام.
3- اعلم أن رزقك مكتوب لك فلا تستعجل قال صلى الله عليه وسلم (( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله )) صحيح الجامع1/ 1630. وقال صلى الله عليه وسلم (( لا تستبطئوا الرزق فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له فاتقوا الله وأجملوا في الطلب؛ أخذ الحلال وترك الحرام )) صحيح الجامع2/ 7323.
4- القناعة كنز لا يفنى قال صلى الله عليه وسلم (( قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه )) رواه مسلم:1054
5- إتقان العمل طاعة لله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )) صحيح الجامع1/ 1880.
6- المسامحة في البيع والشراء سبب من أسباب دخول الجنة، قال صلى الله عليه وسلم(( أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا ومقاضيا ومقتضيا )) صحيح الجامع1243. وقال صلى الله عليه وسلم (( رحم الله عبدا سمحا إذا باع و إذا اشترى سمحا و إذا اقتضى )) رواه البخاري:2076
7- وجوب مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم (( يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن )) صحيح الجامع2/ 8037.
8- إلزم الوفاء والأمانة والصدق ... فإنها من أهم المعاملات بين المسلمين.
9- إحذر الغش والظلم وأكل أموال الربا والرشوة، قال صلى الله عليه وسلم (( لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه هم فيه سواء )) صحيح الجامع2/ 5090. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم (( من غشنا فليس منا )) رواه مسلم:101
10- وجوب النصح والإرشاد للآخرين قال صلى الله عليه وسلم(( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )) البخاري:13/113،مسلم:1460
ريحانة المنتدى
02-08-2011, 02:59 PM
النية في الزواج
الزواج مملكة إيمانية، وآية ربانية وسنة نبوية وفطرة إنسانية وضرورة اجتماعية وسكن للغريزة الجسدية.
قال تعالى { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) الروم21. إن هذه المملكة الإيمانية إن أظل سماءها منهج رب البرية وسيد البشرية، وروى نباتها بماء الإخلاص والمودة والرحمة الندية؛ آتت ثمارها بكرة وعشية وأينعت أرضها كل زهرات الحب والوفاء والأخلاق العلية.
وإن سفينة الحياة الزوجية لا يمكن أن تخوض في بحر الحياة بهدوء واتزان واستمرار إلا إذا قادها زوج مؤمن تقي وتحكَّم معه في توجيه دفة السفينة إلى كل خير وفضيلة زوجة صالحة طاهرة مؤمنة وتقية.
والإسلام يقيم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس من المشاعر النبيلة الراقية الطاهرة النظيفة التي تبنى على السكن النفسي والبدني والرحمة والمودة وليس مجرد المتعة. فبيت الزوجية ليس مرتعا للطعام والشراب والزوجه..... بل إن بيت الزوجية وسيلة لغاية كبرى لإنشاء أسرة هي القلعة الأولى من قلاع الإسلام وهي اللبنة الأولى في صرح الدولة الإسلامية.
ومن هنا كان لابد لكل مسلم أن يعرف لماذا نتزوج؟ وإليك هذه النوايا:
1- طاعة لأمر الله تعالى ، قال تعالى: { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم } النور32.
2- طاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم(( تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم )) صحيح الجامع1/ 2941.
3- إتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأنام،وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) البخاري:9/89،مسلم:1401
4- لإعفاف النفس، قال صلى الله عليه وسلم (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) أي: وقاية. رواه البخاري:5066
5- لتكثير بيوت المسلمين وأعدادهم من حيث الذرية، قال صلى الله عليه وسلم (( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم )) صحيح الجامع1/ 2940
6- لتنشئة ذرية جديدة على حب الله ورسوله، وهذا العمل يكون في مثقال حسناتك فالدال على الخير كفاعله، قال صلى الله عليه وسلم (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) رواه مسلم:1631
يقول صاحب كتاب مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار: وقيَّد الولد بالصالح؛ لأن الأجر لا يحصل من غيره وأما الوزر فلا يلحق بالوالد من سيئة ولده، إذا كانت نيته في تحصيل الخير، وإنما ذكر الدعاء له تحريضا على الدعاء لأبيه، لا لأنه قيد، لأن الأجر يحصل للوالد من ولده الصالح كلما عمل عملا صالح سواء أدعا لأبيه أم لا كمن غرس شجره يحصل له من أكل من ثمرتها ثواب سواء أدعا له من أكلها أم لم يدع، وكذلك الأم.
7- لتعاون الزوجين على البر والتقوى قال تعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى)).
8- للفوز بأجر الصدقة، قال صلى الله عليه وسلم(( في بضع أحدكم صدقة – أي الجماع – قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم- أي: أخبروني- لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )) رواه مسلم:1066
9- لتكسب خير الكنوز، قال صلى الله عليه وسلم(( قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس )) صحيح الجامع2/ 4409.
10- ليكمل نصف إيمانك، قال صلى الله عليه وسلم (( من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتقي الله في النصف الباقي )) صحيح الجامع2/ 6148.
11- لتخلف بعدك خير خلف قال صلى الله عليه وسلم (( خير ما يخلف الإنسان بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم ينتفع به من بعده )) صحيح الجامع1/ 3326.
12- للتمتع بأفضل متاع قال صلى الله عليه وسلم(( الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة )) صحيح الجامع1/ 3413.
13- لترزق السعادة، قال صلى الله عليه وسلم ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع والجار الصالح، والمركب الهنيء )) صحيح الجامع1/ 887.
14- للفوز ببعض الفضائل، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )) صحيح الجامع1/ 3314.
15- لعمران الأرض وإقامة شرع الله تعالى، فالله سبحانه خلق الخلق ليتناسلوا ويُحكِّموا شرعه في الأرض ولو ترك الناس النكاح لقل الناس ولترك الغزو والجهاد.
**
ريحانة المنتدى
02-08-2011, 03:03 PM
النية في اللباس
لقد امتن الله على عباده بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن هذه النعم نعمة اللباس، فجعل لهم لباسا يواري سوءاتهم ويجمّل هيئاتهم، ويقيهم من البرد والحر ويقيهم بأسهم قال تعالى { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون } الأعراف26.
فالله سبحانه امتن عليهم باللباس والريش، واللباس المراد به: ستر العورات وهي السوءات، والريش: ما يتجمل به ظاهرا، فاللباس من الضروريات والريش من الكماليات، ثم نبه سبحانه إلى خير لباس وهو لباس التقوى وهو التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، ولباس التقوى هو الغاية والمقصود ولباس الثياب معونة عليه ثم ختم الله سبحانه الآية بقوله تعالى: { ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون } أي ذلك المذكور لكم من لباس مما تتذكرون به نعمة الله عليكم فتشكرونه وتتذكرون بحاجتكم إلى اللباس الظاهر ما هو أعظم منه من فوائد اللباس الباطن وهو التقوى .
فاللباس من نعم الله تعالى التي يجب أن نشكره عليها ونثني عليه بها وإن من شكرها التقيد بأحكامها ألا وهي:
1- أن لا يشبه ملابس الكفار قال صلى الله عليه وسلم: (( من تشبه بقوم فهو منهم )) صحيح الجامع2/ 6149.
2- ألا يتشبه الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل قال صلى الله عليه وسلم (( لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل )) صحيح الجامع2/ 5095.
3- عدم الإسراف والتبذير قال صلى الله عليه وسلم ((